اب يفرح لوفاة ابنه
كان أحد الصالحين مبتلى في أولادهـ ,فكلما جاء ولد وكبر قليلاً فرح به تخطفه الموت وتركه حزيناً كسير القلب . ولكن الرجل لشدة إيمانه لا يملك إلا أن يحتسب ويصبر ويقول ((لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها)).
حتى كان الولد الثالث وبعد سنوات مرض الولد وأشتد به المرض وأشرف على الموت والأب إلى جوارهـ تدمع عيناهـ فأخذته سنة من النوم فرأى في منامه أن القيامة قامت .. وأن أهوال القيامة قد برزت فرأى الصراط وقد ضرب على متن جهنم واستعد الناس للعبور ورأى الرجل نفسه فوق الصراط وأراد أن يمضي فخشي الوقوع . فجاءهـ ولده الأول الذي مات يجري قال:أنا أسندك يا أبتاهـ ..وبدأ يسير ولكنه خشي أن يقع من الناحية الأخرى ..فرأى ولده الثاني يأتي ويمسك بيده من الناحية الثانية فرح الرجل أيما فرح وبعد أن مضى قليلا ًشعر بعطش شديد فطلب من أحد ولديه أن يسقيه قال:(أن أحدنا إذا تركك وقعت في النار فماذا تفعل ..؟؟)قال أحدهما: (يا أبي لو كان أخونا الثالث معنا لسقاك الآن )..وتنبه الرجل من نومه مذعوراً يحمد الله أنه لا يزال في دنياهـ ..ولم تحن القيامة بعد.
وحانت منه التفافة نحو وله المريض بجانبه فإذا به قد قُبض..فصاح (الحمد لله لقد ادخرت ذخرا ً وأجراً ) وكان موت ولدهـ هذا برداً وسلاماً على قلبه.